کد مطلب:99505 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

حکمت 003











[صفحه 87]

الشرح: هذه ثلاثه فصول الفصل: الاول فی البخل. و قد تقدم لنا كلام مقنع فی ذلك. و من كلام بعض الحكماء فی ذلك: ما اقل من یحمده الطالب، و تستقل به العشائر، و یرضی عنه السائل، و ما زالت ام الكرم نزورا و ام اللوم ذلولا و اكثر الواجدین من لایجود، و اكثر الاجواد من لایجد. و ما احسن قول القائل: كفی حزنا ان الجواد مقتر علیه، و لا معروف عند بخیل. و كان یقال: البخل مهانه، و الجود مهابه. و من احسن ما نقل من جود عبدالله المامون ان عمر بن مسعده كاتبه مات فی سنه سبع عشره و مائتین، و خلف تركه جلیله، فبعث اخاه ابااسحاق المعتصم و جماعه معه من الكتاب لیحصروا مبلغها، فجاء المعتصم الیه و هو فی مجلس الخلافه، و معه الكتاب، فقال: ما رایتم؟ فقال المعتصم معظما لما رآه: وجدنا عینا، و صامتا، و ضیاعا، قیمه ذلك اجمع ثمانیه آلاف الف دینار- و مد صوته- فقال المامون: انا لله! و الله ما كنت ارضاها لتابع من اتباعه لیوفر هذا علی مخلفیه! فخجل المعتصم حتی ظهر خجله للحاضرین. الفصل الثانی فی الجبن، و قد تقدم قولنا فی فضل الشجاعه. و قال هشام بن عبدالملك لمسلمه اخیه: یا اباسعید، هل دخلك ذعر فی حرب قط شهدتها؟ قال: ما سلمت فی ذلك عن ذعر ین

به علی حیله، و لاغشینی ذعر سلبنی رایی، فقال له هشام: هذه و الله البساله، قال ابودلامه، و كان جبانا: انی اعوذ بروح ان یقدمنی الی القتال فتشقی بی بنواسد ان المهلب حب الموت اورثكم و لم ارث رغبه فی الموت عن احد قال المنصور لابی دلامه فی حرب ابراهیم: تقدم ویلك! قال یا امیرالمومنین، شهدت مع مروان بن محمد اربعه عساكر كلها انهزمت و كسرت، و انی اعیذك بالله ان یكون عسكرك الخامس. الفصل الثالث فی الفقر. و قد تقدم القول فیه ایضا. و مثل قوله: (الفقر یخرس الفطن عن حاجته) قول الشاعر: ساعمل نص العیس حتی یكفنی غنی المال یوما او غنی الحدثان فللموت خیر من حیاه یری لها علی الحر بالاقلال وسم هوان متی یتكلم یلغ حكم كلامه و ان لم یقل قالوا عدیم بیان كان الغنی عن اهله بورك الغنی بغیر لسان ناطق بلسان و مثل قوله (ع): (و المقل غریب فی بلدته) قول خلف الاحمر: لاتظنی ان الغریب هو النا ئی و لكنما الغریب المقل و كان یقال: مالك نورك، فان اردت ان تنكسف ففرقه و اتلفه. قیل للاسكندر: لم حفظت الفلاسفه المال مع حكمتها و معرفتها بالدنیا؟ قال: لئلا تحوجهم الدنیا الی ان یقوموا مقاما لایستحقونه. و قال بعض الزهاد: ابدا برغیف

یك فاحرزهما ثم تعبد. و قال الحسن (ع): من زعم انه لایحب المال فهو عندی كاذب، فان علمت صدقه فهو عندی احمق. الشرح: فهذه فصول خمسه: الفصل الاول: قوله (ع) (العجز آفه)، و هذا حق لان الافه هی النقص او ما اوجب النقص، و العجز كذلك. و كان یقال: العجز المفرط ترك التاهب للمعاد. و قالوا: العجز عجزان، احدهما عجز التقصیر و قد امكن الامر، و الثانی الجد فی طلبه و قد فات. و قالوا: العجز نائم، و الحزم یقظان. الفصل الثانی فی الصبر و الشجاعه: قد تقدم قولنا فی الصبر. و كان یقال: الصبر مر، لایتجرعه الا حر. و كان یقال: ان للازمان المحموده و المذمومه اعمارا و آجالا كاعمار الناس و آجالهم، فاصبروا لزمان السوء حتی یفنی عمره، و یاتی اجله. و كان یقال: اذا تضیفتك نازله فاقرها الصبر علیها، و اكرم مثواها لدیك بالتوكل و الاحتساب لترحل عنك، و قد ابقت علیك اكثر مما سلبت منك، و لاتنسها عند رخائك، فان تذكرك لها اوقات الرخاء یبعد السوء عن فعلك، و ینفی القساوه عن قلبك و یوزعك حمد الله و تقواه. الفصل الثالث: قوله: (و الزهد ثروه)، و هذا حق، لان الثروه ما استغنی به الانسان عن الناس، و لا غناء عنهم كالزهد فی دنیاهم، فالزهد علی الحقیقه هو الغنی الاك

بر. و روی ان علیا (ع) قال لعمر بن الخطاب اول ما ولی الخلافه: ان سرك ان تلحق بصاحبیك فقصر الامل، و كل دون الشبع، و ارقع القمیص، و اخصف النعل، و استغن عن الناس بفقرك تلحق بهما. وقف ملك علی سقراط و هو فی المشرفه قد اسند ظهره الی جب كان یاوی الیه، فقال له: سل حاجتك، فقال: حاجتی ان تتنحی عنی، فقد منعنی ظلك المرفق بالشمس، فساله عن الجب، قال: آوی الیه، قال: فان انكسر الجب لم ینكسر المكان. و كان یقال: الزهد فی الدنیا هو الزهد فی المحمده و الریاسه، لا فی المطعم و المشرب، و عند العارفین: الزهد ترك كل شی ء یشغلك عن الله. و كان یقال: العالم اذا لم یكن زاهدا لكان عقوبه لاهل زمانه، لانهم یقولون: لولا ان علمه لم یصوب عنده الزهد لزهد، فهم یقتدون بزهده فی الزهد. الفصل الرابع: قوله: (و الورع جنه)، كان یقال: لا عصمه كعصمه الورع و العباده، اما الورع فیعصمك من المعاصی، و اما العباده فتعصمك من خصمك، فان عدوك لو رآك قائما تصلی و قد دخل لیقتلك لصد عنك و هابك. و قال رجل من بنی هلال لبنیه: یا بنی اظهروا النسك فان الناس ان راوا من احد منكم بخلا، قالوا: مقتصد لایحب الاسراف، و ان راوا عیا، قالوا: متوق یكره الكلام، و ان راوا جبنا قالوا:

متحرج یكره الاقدام علی الشبهات.


صفحه 87.